دَخلتُ إلى قاعَتي في الجَامِعَه وكُنتُ مُتأخراً عَلى مَوعِدِهَا بـ 10 دَقائق
طرقتُ بابَ القاعَه بـ هُدُوء وفتحتُهُ بـ هُدُوءٍ أكثر
نظرَ إليّ دكتور المَادّهـ بـ " نصّ عين " وقبلَ أن يَطرَدَني منَ القاعَه لتأخّري ؛
لمحتُ ولمحنا صَوتاً من وسَط القاعَه: ( كان تأخرت بعد اشوي ياخالد )
إنقلبَ غيضُ الأستاذ إلى ضحكَات هَستيريّه وتحوّلت القاعَه إلى ضحك وكأننا نشاهد
" مَسرحيّه لـ عادل إمام "تبدّلت أعصاب دُكتور المادهـ ونظرَاتهِ ونفسيّته 180 دَرجَه .. حَاولَ أن يَكتم ضحَكاته
وهَــــــــــــــزّ رأسهُ لي بالإيجاب .. وَدخلتُ إلى القاعه بـ واسطة " نكتة "صَديقي الضاحك ..!
.
.
صَديقي هَذا لم يَهبط مِن كَوكبٍ آخـَــــر . . .
وَلم يكُن قد خـُلِقَ مِن نور وليسَ بغريبِ الأطوار ؛
هُو إنسَان عَادي وبَسِيط .. بَل وبَسِيط جداً !
تأتيهِ السّهامُ من خلفهِ ومِن أمامه فينتشلها وينتزعها مُبتسماً
تعلّم في حياتهِ أموراً مُهمّه .. لايَبغض وَلايَحقد , ولايَغضب ولايحسد !
يَحزنُ وحزنهُ بينهُ وبينَ نفسه .. يَخشى أن يُضايقَ مَن حَولـه
ويَكرهـ ويَكتمها في قلبهِ .. خشية أن تجرَح أو تؤذي قلباً !
هَكذا كَان وهَكَذا يكونُ وسَيكونُ وسَـ يَبقى .. مُتفائلاً مُتسامِحاً مُبتسِمَاً
هَكَذا وجدَ نفسَهُ منَ المَهدِ إلى اللحد , يَضحكُ بـ سَببٍ وبلا سَبب !
يَنظرُ للناسِ بـ النهَار ويَكيدُونَ لهُ في الليل ..
وَيلتفتُ إليهم مُبتسماً : إعتدتُ الرّؤيَة في الظلام !
يَجعلونَ أشعّة الشمسِ تحرقه ..
وَيَتمَنّى أن يَراهُم في بـ فـَيءٍ وظلال ..!!